نتائج عملية اطفال الانابيب، يخص الحوامل والامهات بعد اجرائهن عملية اطفال الانابيب ال الخامس
حرفيا هي عملية ناجحة جدا عن تجربة شخصية
احدثت عملية أطفال الأنابيب في بداية ظهورها ضجة صاخبة ودار حولها خلاف كبير, حيث لم
تكن مقبولة حين ذلك في كثير من المجتمعات، إلا أنه وبمرور السنين تضاءلت تلك الخلافات
لتصل إلى حد أنه لا يوجد اثنان يختلفان على كونها حلا لمشكلة تعانيها نسبة ليست
قليلة من الأزواج، لكن البعض لا يعرفون الكثير عن تفاصيل تلك العملية المثيرة ومدى التطور
الذي طرأ عليها في السنوات الأخيرة، كما انتقل الجدل والخلاف الآن نحو نقطة أخرى وهي
تحديد جنس الجنين، كل هذا وأشياء أخرى ناقشناها في حوار مفتوح مع الدكتور باسم أبو
رافع استشاري العقم وأطفال الأنابيب في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.. د. باسم.. في البداية
نسألك ما الذي أضافه ظهور ونجاح عمليات أطفال الأنابيب إلى الطب والحياة بشكل عام؟ فتحت
عملية أطفال الأنابيب باب الأمل الواسع أمام ملايين الأزواج الذين كانوا يعانون تأخر الإنجاب في
كل أنحاء العالم، كما أن هذه الطريقة أتاحت الفرصة أيضاً لتطبيق عدد من التقنيات المرتبطة
بها التي كانت في السابق فرضيات بعيدة عن التطبيق، حيث شهد عام 1978 تكتل جهود
أحد الأبحاث بالنجاح للعالمين البريطانيين البروفيسور باتريك ستبتو استشاري أمراض النساء والولادة والبروفيسور روبرت إدوارد
عالم الأجنة المشهور، وذلك بولادة أول طفلة نتجت عن التلقيح خارج الرحم (تحت الظروف المعملية
المشابهة لبيئة الرحم) وهو ما اصطلح على تسميته أطفال الأنابيب In-Vitro Fertilization (IVF) ، وكانت
هذه التقنية في السابق عملية معقدة تحتاج إلى تخدير عام وجراحة وتنويم في المستشفى إلا
أنها اليوم أصبحت أكثر يسراً ويمكن أن تجرى في العيادات المعدة لهذا الغرض. أطفال الأنابيب
تعطي فرص نجاح أفضل مقارنة بالحمل الطبيعي نود أن نعرف الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل
بواسطة أطفال الأنابيب؟ حتى يحصل الحمل في الحالة الطبيعية تحدث إباضة من أحد المبيضين لبويضة
واحدة يتم التقاطها إلى داخل قنوات فالوب التي تصل المبيضين إلى جوف الرحم، ويتم التقاء
حيوان منوي طبيعي نشط مع البويضة الناضجة في الطرف الخارجي من قناة فالوب ليحدث ما
يسمى تلقيح البويضة وتكوين أول خلية في عمر الجنين، وتستمر هذه الخلية في الانقسام بمعدل
مرة في اليوم حتى تصل إلى جوف الرحم في نحو اليوم الرابع حيث تنغرس في
بطانة الرحم الجاهزة لاستقبال الحمل, وهكذا يبدأ الحمل، أما في عملية أطفال الأنابيب فإنه يتم
سحب البويضة من المبيض قبل الإباضة إلى خارج الجسم ويحدث التلقيح في المختبر باستعمال حيوان
منوي من الزوج، وتتم حضانة الجنين المتكون لمدة يومين إلى خمسة أيام ومن ثم يتم
ترجيع الجنين إلى جوف الرحم من خلال عنق الرحم. هذا يقودنا إلى السؤال عن تخوف
البعض من نتائج الحمل عن طريق أطفال الأنابيب، فهل هذا مبرر؟ أؤكد أن هذه المخاوف
في غير محلها حيث لا يوجد أي اختلاف لنتائج الحمل بين الطريقة الطبيعية وبين عملية
أطفال الأنابيب، فخلال السنوات السابقة تمت ولادة أكثر من ثلاثة ملايين طفل في العالم عن
طريق عملية أطفال الأنابيب, كما تمت دراسة ما لا يقل عن 100 ألف طفل منهم
في مختلف أنحاء العالم، ولا يوجد دليل علمي قوي يثبت أي زيادة في التشوهات الخلقية
الرئيس أو اختلاف في مستوى ذكاء الأطفال من عمليات أطفال الأنابيب، لهذا فإن عملية أطفال
الأنابيب والتلقيح المجهري عملية آمنة والحمل الناتج عنه حمل مماثل للحمل الطبيعي, بل إنها تعطي
أفضل فرصة نجاح يمكن الحصول عليها، حيث تشير الدراسات إلى أنه حتى في الأزواج الطبيعيين
فإن فرصة الحمل الطبيعي لديهم كل شهر لا تتجاوز 25 في المائة، بينما يعطي العلاج
بطريقة أطفال الأنابيب فرصة جيدة جداً مقارنة بفرص الحمل الطبيعي إذا كانت لديهم مشكلة مثل
عدد الحيوانات المنوية أو انسداد قنوات الحمل (35 – 40 في المائة). الفحص قبل الزواج
وأثناءه ضروري للكشف عن الخصوبة نعود إلى نقطة وهي تسرع البعض على الإنجاب وتخوفهم المبالغ
فيه من العقم، فكيف يكون التصرف السليم؟ كثير من المتزوجين حديثاً لا يعرفون المفهوم الصحيح
للعقم وتعتريهم المخاوف من الإصابة به لمجرد مرور بضعة أشهر أو حتى أسابيع على الزواج
دون حدوث الحمل، والمفهوم العلمي الصحيح للعقم هو عدم حدوث الحمل بعد سنة كاملة من
المعاشرة الزوجية, فلا يجب أن تسيطر المخاوف على المصابين بهذا الشكل خاصة بعد الثورة العلمية
الكبيرة في علاج تأخر الحمل، ولكن في الوقت ذاته أحياناً يكون من المفيد اعتبار الحالة
أنها عقم دون الانتظار لعام كامل إذا كان هناك سبب واضح للعقم، مثل أن تكون
الحيوانات المنوية غائبة بالكامل عند الرجل أو أن تكون الأنابيب مقفلة عند المرأة، لذلك فإن
الفحص الطبي واستشارة الطبيب قبل الزواج وأثناء الأشهر الأولى منه إجراء ضروري للكشف عن حالة
الخصوبة لدى الزوجين والتدارك المبكر لأي مشكلات قد تعوق الإنجاب. وضح لنا ببساطة تقنية عمليات
أطفال الأنابيب؟ تتم تقنية أطفال الأنابيب بالنسبة للرجل أو المرأة من خلال تلقيح البويضة خارج
جسم المرأة بالحيوان الذكري للزوج، حيث يتم إعطاء السيدة بعض العقاقير لتحفيز المبيض لإنتاج عدد
من البويضات التي يتم سحبها بواسطة إبرة تحت توجيه الأشعة بالموجات فوق الصوتية، ثم يتم
تلقيحها بالحيوان الذكري للزوج وبعد ذلك يتم الإخصاب وإعادته إلى الرحم من اليوم الثاني إلى
اليوم الخامس بعد أن يكون الجنين قد انقسم إلى انقسامات متعددة من الخلايا، وهناك طريقة
أخرى للتغلب على مشكلة عدم قدرة الحيوان المنوي على الإخصاب وعدم قدرته على اختراق البويضة,
حيث يتم حقن الحيوان المنوي للزوج في البويضة تحت المجهر ICSI ما يؤدي إلى زيادة
نسبة الإخصاب بدرجة عالية، كما منح التلقيح المجهري ICSI فرصة الإنجاب للرجال الذين يعانون قلة
عدد الحيونات المنوية أو عدم خروجها من السائل المنوي نتيجة انسداد الحبل المنوي. الأجهزة الحديثة
تساعد على إنتاج أجنة من الدرجة الممتازة هل تختلف فرص نجاح العلاج بين حالة وأخرى؟
تعتمد فرصة نجاح العلاج بالدرجة الأولى على عمر الزوجة, حيث تنخفض الفرصة بزيادة عمر الزوجة
خاصة بعد عمر 35 سنة وذلك بسبب تراجع في نوعية وجودة البويضات، كما أن فرص
النجاح تكون أفضل إذا كانت فترة العقم قصيرة أو كان هناك حمل في السابق, إضافة
إلى أهمية المحافظة على الوزن الطبيعي للزوجين وامتناع كلا الزوجين عن التدخين, والذي يقلل نسبة
الحمل بنحو 10 في المائة، ويجب على الزوجين الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة خاصة مواعيد الإبر
وموعد سحب البويضات, حيث إن أي خروج عن البرنامج له أثر سلبي، كما أن جودة
مختبر أطفال الأنابيب لها دور كبير, حيث يجب أن يراعى في بنائه المعايير الطبية الدولية,
وذلك بأن يكون مجهزا بفلتر يمنع الجراثيم, وأن يكون له وحدة تكييف خاصة, وكذلك المواد
المستعملة في الأرفف غير قابلة لعيش البكتيريا والجراثيم, إلى جانب تخصيص أقسام لكل نوع من
العمليات وتحت إضاءة لا تؤثر في الأجنة، كما يجب أن يحتوي المعمل على الأجهزة الطبية
الحديثة التي تساعد على إنتاج أجنة من الدرجة الممتازة وأن يكون المشرف على المختبر ذا
خبرة واسعة، وهذه كلها عناصر مكملة لبعضها, وإذا حدث خلل في عنصر منها فإن النتائج
تتأثر سلبا. هل يمكن أن يحدث خطأ أثناء نقل البويضات؟ يجب ألا يكون هناك خطأ
ولا مجال للخطأ أثناء نقل البويضات أو بما يتعلق بمعلومات المريض، وعلى سبيل المثال عندما
نأخذ تحليلاً للزوج أو سحب البويضات للمرأة فهناك شخصان يقومان على أخذ الاسم الكامل للزوجة
وتاريخ الميلاد وكذلك اسم الزوج وأرقام الملفات الطبية، فحتى لو كان هناك تشابه في الاسم
الثلاثي فلن يكون هناك تشابه لأسماء الزوجين, وإذا كان اسم الزوج والزوجة متشابهين سيكون تاريخ
الميلاد مختلفاً وإذا كان تاريخ الميلاد متشابهاً سيختلف رقم الملف، فيجب ألا يكون هناك خطأ,
فجميع المراكز المتقدمة توفر طرقا آمنة لتمنع الخطأ, كما أن الخطوات السابق ذكرها يعاد تكرارها
أكثر من مرة. يتساءل بعض الأزواج عن مدى أهمية الخصوصية في وحدات العقم والإنجاب؟ علاج
العقم من أكثر الحالات التي تحتاج إلى الخصوصية التامة حيث تتم مراعاتها في تصميم الوحدات
من خلال تخصيص غرف في المختبر لجمع العينات من الرجل ووضع غرفة العمليات وغرفة الإقامة
في جناح واحد ومعزول عن باقي مرافق الوحدة، الأمر الذي يساعد على سهولة وأمان نقل
البويضات من الأم إلى المختبر ونقل الأجنة وزرعها في الرحم من خلال ارتباط غرفة العمليات
بالمختبر. خزعة الأجنة أسلوب لتحديد جنس الجنين واستبعاد الأمراض الوراثية ننتقل إلى نقطة أخرى مهمة
وهي عمليات تحديد جنس الجنين، فما الذي وصل إليه العلم في هذا المجال وما فرص
نجاحه؟ تنقسم طرق تحديد الجنس في برنامج تقنية الإنجاب إلى مستويين, الأول يأتي في فترة
ما قبل الحمل “قبل التلقيح”، وتعتمد هذه التقنية على تصنيف الحيوان المنوي من خلال فصل
الحيوانات المنوية الذكرية والأنثوية باستخدام أدوات خاصة, كما تعتبر الأكثر انتشاراً في العالم لكنها لا
تقوم بعمل فصل تام يصل إلى 100 في المائة بين الحيوانات المنوية, وبالتالي فإن نسبة
نجاحها محدودة ولا تعطي نتائج مرضية، كما توجد طريقة أخرى أكثر دقة ونجاحاً تعتمد على
عزل الحيوانات المنوية باستخدام محتويات المادة الوراثية DNA ، ولفحص دقة ونقاء الفصل يمكن دراسة
الناتج بطريقة صنع الكروموزومات “Fish” التي استطاعت أن تجهز عينة غنية بالحيوانات المنوية المرغوب فيها
التي يمكن استخدامها في الحقن الصناعي أو أطفال الأنابيب التقليدية أو الحقن المجهري، إلا أن
هذه الطريقة حديثة التطور وتعد محتكرة في عدد محدود من المراكز على مستوى العالم. وما
المستوى الثاني لطرق تحديد الجنس؟ المستوى الثاني من طرق تحديد الجنس هو أسلوب أخذ خزعة
من الأجنة PGD الذي تصل نسبة نجاحه إلى 99 في المائة, حيث يقوم اختصاصي الأجنة
بعمل ثقب في جدار الجنين المتكون بعد ثلاثة أيام من إجراء التلقيح المجهري خارج الرحم،
وعند وصول الجنين إلى مرحلة ثماني خلايا يتم سحب خلية واحدة من دون أي ضرر
على الجنين ذاته ثم تتم دراسة الخلية من خلال طريقة Fish لتحديد جنس الجنين ولا
يتم إرجاع إلا الأجنة المرغوب فيها، كما تتم دراسة الصفات الوراثية لاستبعاد الكثير من الأمراض
والعيوب الوراثية، إلا أن هذه الطريقة تستخدم في أغلب الأحيان لأغراض طبية بحتة من أجل
استبعاد الأمراض الوراثية التي قد تكون موجودة في أحد الجنسين، كما يجب على الأطباء والعلماء
دراسة كل حالة طبياً قبل الاختيار والبدء في برنامج اختيار جنس المولود حتى لا يكون
هناك اختلال في التوازن البشري الذي فرضه الله سبحانه وتعالى.